16

القرآن والسُنَّة ... وعلوم الجيولوجيا

  البحـر المسجور !!ـ

ـ لم يعرف الإنسان خلال تاريخه الطويل الخواص الفيزيائية لقاع المحيطات العميقة ، فحتى قبل منتصف القرن الماضي كان الاعتقاد السائد هو أنه أرض سهلة منبسطة مغطاة ببعض الرواسب ، وأول الدراسات عن الحواجز البحرية أجريت عند مسحها قبل مد الأسلاك التلغرافية عبر المحيط الأطلسي في عام 1850 عندما اُكتشفت سلسلة الجبال تحت البحر في منتصف المحيط الأطلسي الشمالي ، وقد عرفت حواجز بحرية عميقة أخرى في عام 1860 عندما امتدت أسلاك أخرى وظهر أن قيعان البحار هي أكثر تعقيداً مما كان يُظن ، وقد أنتجت بعثة اكتشاف جالنجر أول خريطة في خلال الأعوام ( 1872 ـ 1876 ) لقاع البحر ...ـ
ـ وقد سهل اكتشاف جهاز مقياس الجور في عام 1920 وجعل تعيين أعماق البحار أكثر سهولة باستعمال النبضات الصوتية وقد اكتشف العالم ( هاري هس ) خلال الحرب العالمية الثانية العديد من الجبال البركانية الأصل تحت الماء في المحيط الهادي ، وقد قدم ( مدريس ايونج ) و( يرديس هيزن ) عام 1956 وصفاً لمجموعة سلسلة جبال متصلة تحت الماء ، وقد مسحت قيعان البحار بعد الحرب العالمية الثانية بتفصيل أكبر ...
ـ
ـ وقد أخبرنا الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم قبل 1400 عام عن ظاهرة غريبة في البحار في سورة الطور ، الآية (( 6 )) :
ـ
" والبحر المسجور "
ـ ولما كانت هذه الظواهر التي ذكرها القرآن هي مما نشاهده في هذه الدنيا فإنها تصف مظاهر دنيوية وقد يتوقع البعض وجود مناطق في البحار ممتلئة بمواد ملتهبة شديدة الحرارة وتستعمل الآية ( الـ ) التعريف التي تعني أنه ليست كل البحار تحتوي هذه المواد الساخنة الملتهبة ولكنها توجد في بعض البحار فقط ...
ـ
ـ ولما كانت المواد الساخنة الملتهبة لا تنسجم مع المياه صار من الصعب على مفسري القرآن أن يتصوروا وجود مثل هذه الحالة على الأرض . وقد قال بعضهم أن مثل هذه البحار توجد في الحياة الآخرة وقال بعضهم أنها موجودة في عوالم أخرى في هذا الكون ...
ـ
ـ واستناداً إلى المعلومات العلمية الحديثة فقد عرف اليوم أن سلاسل مرتفعات وسط المحيطات تحتوي مناطق ملتهبة ساخنة وترى أحياناً مجاري لحمم ملتهبة ، وبالإضافة لذلك فإن الصفة التي ورد بها الوصف في القرآن هي اسم مفعول مما يعنى أن هذه العملية تجري في البحر بصورة مستمرة ويدوم لهيبها بالرغم من أن المنطقة الساخنة غير محددة في موقع واحد بل يمكن أن تحدث في العديد من البحار كلما اختفت في أحدها فالوصف هو لعملية سائدة ومستمرة في البحر الذي يحتويها .
ـ
إن هذا الوصف ينطبق مباشرة على مرتفعات وسط المحيطات لأنها خاصية مستمرة في البحار العميقة حيث تستمر الانفجارات البركانية فيها ...
ـ
ـ إن وصف هذه العمليات في القرآن يدل على أنه لا شيء في هذا الخلق يخفى عن معرفة الخالق العظيم كما يقول تبارك وتعالى في قرآنه الكريم :
ـ

" وما كنا عن الخلق غافلين "


 

أرسل رسالة فوريه لأصدقائك من هنا

الموقع الرئيسي

إضغط هـنا للمشاركة